HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 331 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf





المهرجانات و الجفاف و هدر المال العام


البدالي صافي الدين
الخميس 18 يوليوز 2024




المهرجانات و الجفاف و هدر المال العام
لسنا ضد المهرجانات التي تتمثل في إحياء التراث المحلي أو الوطني و التي تقدر الظروف الحياتية و المناخية للمواطنين و المواطنات و التي تساهم في التراكم التراثي و الثقافي و تساهم في تخليق الحياة العامة وفي التواصل السليم والإيجابي بين الأجبال وإحياء الذاكرة الشعبية و الثرات الشعبي . لسنا ضد المهرجانات التي تساهم في التنمية السياحية الداخلية و في تكريم الرموز التاريخية من مثقفين و من مبدعين فناننين و من صحافيين و شعراء محليين و زجالين و من منتجين في الصناعة و التجارة و الصناعة التقليدية،لسنا ضد المهرجانات التي تساهم في البناء الحضاري و في تقوية الروابط الاجتماعية و التاريخية و الثقافية بين الجهات و الأقاليم و الجماعات و القبائل، لكننا لسنا مع المهرجانات التي يتم فيها هدر المال العام على حساب التنمية من أجل ترويج التفاهة و تسفيه المجتمع و إقحام مظاهر احتفالية غريبة عن أوساط مجتمعنا في المدن وفي القرى ، و ليست من صلبنا ولا من صلب تراثنا الثقافي، تاركة آثارا سيئة وسط الشباب والشابات على مستوى السلوك و الهندام و الحلاقة و الرمي بالذاكرة الشعبية بالتجاوز و النسيان و اكتساب طقوس تضرب في العمق ثقافة الشعب المغربي و شخصيته. لكننا نحن مع المهرجانات التي تأتي وفق الشروط المتوفرة من حيث الاستعداد والقدرة المادية و من أجل المساهمة في تنشيط الحياة العامة والرفع من مستوى الأداء الفني و احترام المكتسبات و تجنب تبديد المال العام أو مال الخواص و مكافأة الفنانين و المبدعين المحليين و الوطنيين . و لسنا مع المهرجانات التي تأتي في صيغة غريبة عن الظرفية التي يعيشها المجتمع المغربي هذه السنة و ما يميزها من أزمات اقتصادية واجتماعية نتيجة سياسة حكومة تلهت وراء المشاريع الضخمة التي تخدم مصالح أعضائها، الذين ينتمي جلهم إلى أصحاب المال و الأعمال من جهة ، و نتيجة آثار الجفاف الحاد الذي يعيشه و المغرب منذ سنوات من جهة ثانية . كما تعرف الظرفية نذرة الماء الذي أصبح يهدد المغاربة بالعطش حيث يتطلب الأمر فتح أوراش تشاركية محلية و إقليمية و وطنية للبحث عن السبل الكفيلة للتدبير الجيد للماء و للفرشة المائية والانطلاقة الفعلية لتحلية المياه البحرية و المياه الجوفية الحارة ومعالجة المياه العادمة و استعمالها من أجل الحفاظ على الثرات الغابوي و على أشجار الزيتون وغيرها من سبل الضياع بذل المهرجانات الشبح منها و العشوائية . هي ظرفية تتميز بالارتفاع المهول للأسعار خاصة في مادتي اللحوم الحمراء ، نتيجة عيد الأضحى ، و ارتفاع ثمن الأسماك والمواد الغذائية، بعد الزيادة في ثمن قنينة الغاز بجميع أحجامها ، و تسبب استمرار الجفاف في ندرة بعض المواد الاستهلاكية من الفواكه و الخضر و جعلها تعرف ارتفاعا في الأسعار .و تتميز هذه الظرفية كذلك بتنامي ظاهرة التسول و المشردين في كافة المدن المغربية و ارتفاع نسبة البطالة نتيجة إفلاس عدد من المقاولات المتوسطة والصغرى والتي كانت
تشكل نسبة مهمة في التشغيل ، أي نسبة 28٪ لدى المقاولات الصغيرة جدا، و10٪ لدى المقاولات الصغرى والمتوسطة، و5٪ بالنسبة للمقاولات الكبرى.
لسنا ضد المهرجانات لما تتوفر الشروط المناخية والظروف الاجتماعية والقدرة الشرائية و تحسين أوضاع الطبقة المتوسطة و الفقيرة و التصدي لمظاهر تبديد المال العام والفساد السياسي و الأخلاقي.و إن أي مهرجان يأتي في هذه الظرفية التي يعيشها المغاربة يعتبر استهتارا بالواقع و تبديدا للمال العام و هي جريمة في حق البلاد و العباد .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

الثلاثاء 4 فبراير 2025 - 15:46 مدينة قلعة السراغنة بين العيب و العار

الاربعاء 22 يناير 2025 - 19:41 العالم تحول إلى عالم سادي

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير