HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

أحترم وأتفهم موقف الملك من الجزائر، وأعارضه وبشدة


مايسة سلامة الناجي.
الثلاثاء 3 غشت 2021




أحترم وأتفهم موقف الملك من الجزائر، وأعارضه وبشدة
أتفهم أن أي ملك أو رئيس دولة، مهما علا التصعيد الديبلوماسي الاقتصادي الإعلامي، يستحيل أن يخرج بخطاب عدائي اتجاه بلد ما إلا والجيش في حالة حرب. خاصة وأن ملوك المغرب أمام طيش قادات الجوار والانقلابات والاهتزازات ظلوا لقرون هم حجر الأساس في منطقة شمال إفريقيا متزنين ماسكين زمام الاستقرار والهدنة..
كما أتفهم التوجه السلمي لملكنا محمد السادس في محطات شتى أمام نزاعات مختلفة نآى بنفسه فيها عن إذكاء الخلاف وجنَح للسلم، ظهرت في مد يد الصلح للجزائر منذ 2008، وفي حرب الخليج على قطر، وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي القضية الليبية التي استقدم فيها كل الأطراف للحوار... فكيف سنتوقع عكس ذلك فيما يهم بلده، هو الذي فور توليه الحكم حاول فتح خيط تواصل مع البوليزاريو. وأنه يحاول العمل بقوله تعالى "إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم."
لكني أرى أن الملك محمد السادس صاغ خطاب العرش 2021 على معتقد معين، أن عسكر النظام الجزائري مثله، يتوقون إلى ثورة صناعية في الجزائر، إلى تنمية مجتمعية، إلى جعل بدلهم ذي صيت وإشعاع، إلى جعل أنفسهم قادة السلم والسلام.. وعلى هذا الأساس يظن أنه وبفتح الحدود وتقوية العلاقات الأمنية التجارية الصناعية الاجتماعية والدفع نحو تطور وتقوية البلدين.. سيَرى قادة الجزائر أهمية الوحدة مع بلد جار ويتراجعون شيئا فشيئا عن مخططهم ضد المغرب، فيتم عزل جبهة البوليزاريو كما عزلها الخطاب واصفا إياها بالدخيل، ويسهل وأدها.
لكني أخالف جلالته الرؤية، وأعتقد أن 22 عاما من العرش المحمدي مدة كفيلة كي نقتنع أن النظام العسكري القائمة عقيدته على التسلح والتحرير والتوسع، يقوده مجموعة من الكابرانات بائعي الغاز مقابل السلاح ربوا على الحرب والعشرية السوداء والانقلابات.. لا يمكن أن يفهموا شيئا عن الثورة الصناعية وعن الاقتصاد الاجتماعي والأمن الروحي، ولا يمكن أن يفهموا رسائل وإشارات ملك ربى على الديبلوماسية بأصولها المخزنية وعلى المال والأعمال ثم تملك عرشا ليحكم الوضع الاجتماعي الحقوقي لشعب، حُكمٌ بما له وما عليه..
وأعتقد أن عسكر الجزائر لديهم أولوية وحيدة، وهي الاستمرار في صناعة سبب لوجودهم على رأس السلطة، بخلق أعداء خارجيين وضخ الروح في الجثة الانفصالية العفنة باسم تحرير الشعوب، حتى لو كلفهم هذا تخلفا اقتصاديا تنمويا وانهيارا للصحة والتعليم الجزائري وتجويع شعبهم وتهميشه وعزله لقرن آخر.
وأعتقد أننا إن اتكلنا على الصلح وفتح الحدود، سنظل معهم في مسلسل الإنهاك، إنهاك ميزانيتنا ومعنوياتنا التي بدل ضخها في النضال لأجل تنمية مغربية داخلية، نهدرها في النضال لأجل قضية مفتعلة تبغي تمزيق وحدتنا الترابية..
ولا يمكن أن يتغير الوضع إلا أن تتغير عقيدتهم، ولن تتغير عقيدة العسكر إلا أن يغيرهم الشعب الجزائري الشقيق بنظام مدني سلمي. ولا يمكن أن يقوم أي اتحاد مغاربي إلا بنظام جزائري أولويته توحيد وتنمية شعبه بدل تمزيق وحدة بلد جار.
ولا أفهم منطقيا عن أي تسامح نتحدث، مع هذا النظام الذي يجب أن يغادر رئاسة الجمهورية الجزائرية الشقيقة إلى الثكنات، ويترك الساحة لسياسيين جزائريين أشقاء همهم التطور والتنمية والنهضة.
وبالتالي أعارض وبشدة دعوة الملك محمد السادس لفتح الحدود ومد يد الصلح مع النظام الجزائري.
بل أظن أن عليهم أن يفهموا أن غضبنا منهم ليس بدافع توجه ملكي ولا أزّ مخزني، لكنه غضب شعبي محض على بلدنا وأرضنا.
وأن منشوراتنا حول انفصال القبايل كانت بدافع الغضب والسخرية أكثر منه جدية، في محاولة منا لإذاقتهم علقم ما تصنع أيديهم لبلد جار وشعب أخ..
أتمنى أن لا نتكل أبدا على أي صلح، فإن جاء مرحبا وإن لم يأت لا يهم، وأن يستمر بلدنا بكل اجتهاد ومثابرة وتركيز وسرعة في نهج سياسة إقناع بلدان العالم بصدقية قضيتنا، وتبنيها، وبضرورة وحدة المغرب واستقراره لأجل أمن المنطقة.. وضرورة اجتماعهم في الأمم المتحدة على حلنا السياسي في أقرب الآجال.. لإقفال الملف. وواثقة أننا سنصل. وسينقلب إليهم البصر خاسئا وهو حسير.


         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير