رسالة مفتوحة إلى السيد فؤاد عالي الهمة

تحية طيبة خالصة وبعد،

لم يكن بودي مكاتبتكم اقتناعا مني أنكم منشغلين بما هو أهم من قضية قد تحملها رسالتي هاته ،وبأنكم لا تريدون البوح المكشوف عبر الأثير تلتقطه كل أجهزة الاستقبال .كنت أتمنى أن يكون هذا التواصل إما داخليا مع مجموع الموظفين لبلدية ابن جرير حتى يتسنى لنا وضع كل النقط على الحروف ،وحتى تتاح لنا الفرصة للتعبير عن مشاكلنا المهنية والإدارية ..وإما خارجيا عبر كل قنوات الاتصال الجماهيري مع هيئات المجتمع المدني والفعاليات الإعلامية المحلية حتى نتمكن من مصارحتكم حول جملة من المؤاخذات التي نسجلها في مجالي التسيير والتدبير وفي قطاع التواصل الذي تعتريه الكثير من مظاهر الهشاشة والقصور .وحيث إن السيل وصل الزبى وطفح الكيل ولم أجد بدا من نقل جزء من المعاناة والكشوفات عن تجربة مثخنة بالكثير من العتاب الدافئ وبالمداد الواخز ،فكما لا يخفى عليكم أن منطقة الرحامنة برمتها تدبر شؤونها الجماعية من طرف حزبكم ،وأنتم الادرى كذلك بالمهرولين الجدد الذين تحلقوا بطريقة جماعية وبطريقة هستيرية حول هذا الوافد الجديد على الساحة السياسية لأنهم رأوا فيه تأشيرة مرور نحو ضفة الثمتيلية بدون عناء الانخراط في الحزب أوالنضال لضمان موطئ قدم في الامتداد الجماهيري والثقة الشعبية .ولان الشرط الموضوعي ومعايير الكفاءة والاستحقاق لم تكن منهجية للاختيار والاختبار ،فان الضريبة كانت هذا الحصاد البائر من ممثلي الساكنة الذين أساؤا إلى تجربة حزبية كان يتوسم فيها الجميع الكثير من الإضافات النوعية ذات القيمة المضافة ،كما أنهم رسخوا ثقافة اليأس من مشهد حزبي شكلت دكاكينه السياسية على امتداد عقود من الزمن واجهات رئيسية للبناء العشوائي ومشهد عمراني تشوبه الكثير من الاختلالات ومشاريع وهمية ورشاوي فتح الاظرفة في الصفقات العمومية وتوظيفات مشبوهة ... ....الخ.هذا فضلا على أن هؤلاء الممثلين أبانت التجربة والتطبيق الإجرائي والممارسة العملية أنهم مجرد كائنات انتخابوية همها الوحيد هو المصلحة الخاصة وتصفية حسابات وتغذية الصراعات وتعميق الهوة بين المؤسسة الجماعية وبين المرتفقين وعموم المواطنين الذين بدأوا يحسون شيئا فشيئا أن "كاع أولاد عبد الواحد كلهم واحد "وأن لا فرق بين كل المستويات الدراسية والأكاديمية للمنتخبين بحيث يتفق جميعهم على مسألة واحدة أن التدبير الجماعي لا يستقيم إلا بعزلة متوحشة في غابة الإجراءات المسطرية والتقنوية لا وجود فيها للجنة المساواة وتكافئ الفرص وإن كان منصوص عليها في الميثاق الجماعي ويتضمنها المخطط الجماعي للتنمية .

سيدي المحترم،

أناشدكم عبر هذا الخطاب الخاطف المكثف بأن تتدخلوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ،لأنه على الرغم من أن مدينة ابن جرير تعرف دينامية مشهودة وتشهد إنجازات ومشاريع مهيكلة ومؤسسة بفضل الرعاية الملكية السامية ،فإن أمورا كثيرة لازالت تحتاج إلى المراجعة الشاملة من قبيل تفعيل الإستراتيجية المحلية للإعلام والتواصل وأجرأة المخطط الاستراتيجي للهيكلة الإدارية وتنفيذ وتحريك بعض المشاريع النائمة وترسيم الحدود الفاصلة بين التفويض في المهمة والتفويض في الإشراف ...وأخيرا وليس آخر إخراج لجنة المساواة وتكافئ الفرص إلى حيز الوجود لأنها بمثابة التعبير الموازي لقطاعات واسعة من الأصوات المدنية ،والقادرة على ردم كل الحساسيات وخلق نوع من التفاعل والتكامل بين الأجهزة التنفيذية والتداولية وبين المجتمع المدني كهيئة استشارية إضافية تزيد تجربتكم الكثير من التفرد والتميز ،وتعطي لحضوركم السياسي الوازن الكثير من المصداقية .فما زلنا نعقد آمالا كبيرة سواء كموظفين اوكفاعلين جمعويين وكفعاليات إعلامية على لقاء قريب يجمعنا معكم من أجل نقاش رصين حول كل الاهتمامات والانشغالات والاختلاجات ،والقصد ليس إلا وضع لوحة القيادة وقطار التسيير والتدبير على سكة القانون وفي قنوات التواصل المثمر والمنتج وعلى الطرق السيارة للحكامة الجيدة.. وختاما استسمحكم على هذه المراسلة القصرية والتي تمليها حاجة ضاغطة أستشعرها وأحسها وأعبر عنها بالنيابة عن جمهور كبير من الفاعلين ،وهنا أستحضر حكمة مأثورة خاطب بها سيدنا عمر ابن الخطاب المسلمين "لا خير فيكم إن لم تجهروا بكلمة حق ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم ".وألتمس منكم السيد الوزير،السيد الرئيس أن تقبل مني هذا النداء ولكم واسع النظر وسديد الرأي.