HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

سلطات مدينة تنغير... سلطات الاستهزاء و اللامبالاة


حمزة شافعي
السبت 6 غشت 2011




مدينة تنغير
مدينة تنغير
تلقى مسؤولوا مدينة تتغير رسالة إنذار ثانية اثر تزامن مهرجان التنمية و الإقلاع الاقتصاديين مع اخطر حادثة سير شهدتها المدينة. مفاد هذه الرسالة هو وجود أولويات أكثر استعجاليه من مهرجانات الإسراف, الاستهزاء و التمييع المقصود و الملفوفة بغطاء التنمية و الثقافة. و قد تلقت سلطات المدينة رسالة أولى في الصيف الماضي حينما ثار واد تودغى ضد النسخة الأولى للمهرجان لكن للأسف لم يجد الآذان الصاغية من طرف المواطنين الذين فضلوا الرقص على إيقاعات موسيقية رديئة طيلة أيام المهرجان.

عجيب أمر مسؤولي تنغير, فبدل خدمة المدينة و الساكنة, فإنهم يفضلون تبذير أموال الفقراء في مهرجانات هدفها الأول و الأخير هو القضاء على الخصوصية المحلية للمدينة و زرع أنماط غريبة و مدمر للمنطقة لتسهل عملية الانقضاض على مدينة مازالت وفية لروح الممانعة ضد مخططات المخزن المكشوفة. فبدل تنظيم مهرجان ينفق عليه المواطن رغما عن انفه عن طريق فواتير الكهرباء و الماء و كذلك الضرائب, كان لزاما على السلطات إصلاح طرقات المدينة التي تسبب يوميا حوادث السير يذهب ضحيتها الأبرياء و توفير مستشفى للمدينة التي أريد لها هن تكون مقصية لعقود طويلة.
عجيب أمر مسؤولي مدينة تنغير؟ لا يحركهم تقطع شرايين أطفال صغار و أنين أمهات حوامل أثناء رحلات الاستشفاء العسيرة إلى مدن بعيدة مثل ورزازات و مراكش. مسؤولوا مدينة تنغير لا تحركهم دموع عائلات الضحايا بل و يمضون قدما في لا إنسانيتهم.إنهم يستمتعون بعذاب و ألام المواطن التنغيري الأبدية. مسؤولوا تنغير لا يريدون أن يستقيم أمر المدينة كغيرها من مدن المغرب. يريدون المدينة بلا طرقات و مستشفيات كي تكثر الكوارث و المصائب على الساكنة, كي يكثر عدد الموتى و المعطوبين, كي يسهل الانقضاض على ما تبقى من خيرات المنطقة.
مسؤولوا مدينة تنغير لا يولون أدنى اهتمام لشباب المدينة لاتهم لم يوفروا دور ثقافة و رياضة, بدل ذلك فهم يقيمون مهرجانات هدفها القضاء على القيم و الأخلاق النبيلة. سلطات مدينة تنغير ترى بأم أعينها هشاشة بنيات المدينة و لا تحرك ساكنا لتنمية المنطقة لسبب بسيط و هو تعالي المسؤولين و تكبرهم عن القيام بمهامهم و بواجباتهم.
في مركز مدينة تنغيرمثلا, تنفجر أنابيب الصرف الصحي و يحكم على المواطن استنشاق عطرها الممزوج بألوان الربيع تارة و ألوان الشتاء تارة أخرى إلى الأبد.قس على ذلك افتقار المدينة إلى المعاهد و المدارس تقي أبناء المدينة مشاق السفر إلى مدن بعيدة لمتابعة دراستهم.وما يندى له الجبين هو حرمان اغلب هؤلاء الطلبة من المنح الدراسية و الحق في العمل عكس طلبة الجنوب المغربي الذين يتمتعون بحق النقل المجاني,المنحة و فرص استثنائية للشغل. فأين المساواة؟و هل أبناء تنغير أثرياء كي يحرموا من المنحة الدراسية؟أم أنهم لا ينتمون إلى هذا الوطن إذا تعلق الأمر بالحقوق الواجب ضمانها لكل مواطن؟
في عمالة تنغير,لا تستغرب إن صادفت الكاتب العام للعمالة و هو يهدد ا حد المواطنين البسطاء الذي لم يجد العدالة في ظل دولة تتغنى دوما باحترام حقوق الإنسان, العدالة, الديمقراطية ... مسؤول يتعالى عن سبب وجوده و المتمثل في خدمة و إنصاف المواطن و يمتطي صهوة جواد الترهيب و التهديد بتحريض المواطنين الآخرين ضد مواطن معزول يحاول منع اعتداءات و خروقات المكتب الوطني للكهرباء في مزارع المنطقة.
سلطات لا تحرك ساكنا لوقف الصراعات القبلية لأنها أولا تستمتع حينما يتصارع أبناء المنطقة وثانيا لأنها تعرف جيدا الامتيازات التي ستحصل عليها حالة فشل تلك القبائل المتصارعة في تسوية ملف الأراضي السلالية.
بالمقابل,فرغم المظاهرة التاريخية التي اهتز لها مكتب السيد العامل الذي أبان عن فشله المطلق في إدارة شؤون عمالة تنغير الفتية ونهج أسلوب التهديد و الوعيد بإعادة تربية أبناء مدينة تنغير حسب ما تداولته السنة المواطنين أياما قبل و بعد انفجار تظاهرة الكرامة,فان الطريق لا تزال طويلة أمام الموطن كي يستخلص جزءا قليلا من حقوقه وقسطا يسيرا من إنسانيته الملغاة قبل و بعد إحداث العمالة.
عجيب أمر السلطات في تنغير,فبدل جلب الأدوية للمرضى و بدل بناء المستشفيات,فإنها تبادر بجلب الدبابات و قوات القمع كلما حاول السكان المطالبة بحقوقهم.إن المقاربة القمعية التي تتبناها سلطات تنغير تجد تبريرا لها في الاعتقالات التعسفية التي تنهجها السلطات لإسكات صوت الحق و الحرية بدل التقرب و الإنصات لمعانات و ألام المواطن المقهور في عقر داره.إلى متى سنستمر في فقدان الثقة بمسئولينا؟ما هي مدة انتهاء الحقد الذي يكنه لنا مسئولونا في أرضنا دفينا كان أم و مصرحا به ؟ أم أننا كمواطنين بقينا نلوم عيب مسؤولينا و العيب فينا؟

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير