HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

عن الإعلام مرة أخرى


نور الدين مفتاح
السبت 20 ماي 2023





كيف يمكن أن ندافع ـ كصحافيين ـ عن الحرية ونحن نتصدى بالسب والشتم والرسوم المستهزئة لكل من عبّر عن رأي مخالف بخصوص مشروع قانون اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر المعيب؟! هل الوزراء السابقون والسياسيون والمهنيون والجمعيات والأحزاب ألوية حمراء تقوم بعمليات إرهابية حتى نعتبرهم هدفا صالحا لإطلاق الرصاص التعبيري الممجوج؟ وهل هؤلاء قاصرون حتى تستطيع جمعية مهنية كالفيدرالية أن تؤثر عليهم أو تجيشهم؟ وهل الزملاء الذين يتحملون مسؤولية الإخبار والرقابة عبر التراب الوطني محاجير حتى يجيشهم شخص أو فيدرالية؟

إن هذا الأسلوب الذي عشناه خلال هذه الأسابيع من النقاش حول مؤسسة للتنظيم الذاتي كان كاشفا لواقع مؤلم، فما إن يفتح هذا النقاش حتى تجد البعض ـ سامحهم الله ـ يسقطون الطائرة في ملعب ما يسمونه بـ «الحيتان الكبرى» و«الناشرين المستفيدين من الريع» و«الناشرين المدانين في تقارير المجلس الأعلى للحسابات»! وكل هذا هو مجرد تكرار لأسطوانات مشروخة استعملت منذ سنوات بلا جدوى من أجل إسكات أصوات لا تطالب إلا بتطبيق القانون والالتزام بالشفافية والابتعاد عن تصفية الحسابات الصغيرة والضرب تحت الحزام، لأن هذا بالضبط هو ما دمرنا، وها نحن نعمل من جديد على تدمير المدمّر وتخريب المخرّب.


وحتى عندما يقول بعضهم اليوم إن الحل هو توحيد الكلمة، فإنه يريد أن يوحدها مع نفسه، ويسخر من التنظيم المخالف، فينسى أنه قال في الليل إنه الممثل الشرعي والوحيد لناشري الصحف، ليستيقظ في الصباح وهو يمدح التعددية والاختلاف، شريطة ألا تكون مع من لا يعجبه شكلهم ولباسهم ورياضتهم وتحالفاتهم وجلستهم في هذه المنصة أو تلك وحديثهم ورأيهم، مع أن هذا التنظيم الفيدرالي وقيادته هو الذي ظل يصدح منذ الانشقاق الغريب لسنة 2020 بأن الحل هو توحيد الكلمة، وأعدنا هذا أمام الملأ ألف مرة، وأشهدنا الناس أننا عازفون عن الرئاسة، سواء كانت في منظمة مهنية أو تنظيم ذاتي، وها هم رؤساء التنظيمات الأخرى شاهدون على ما نقول، وها نحن نعيدها هنا، فالأهم هو الإصلاح والآفة هي الشخصنة.

لا تهمنا المنظمات الدولية وتنقيطاتها، ولكن يهمنا بلدنا الذي نتدافع فيه من أجل المساهمة في إنجاح انتقال صعب في ظروف صعبة، من زاويتنا كصحافيين. وها نحن نجدد النداء بأن مصلحة الجميع في لم الشمل مع الترفع عن السفاسف إبان الترافع، والحوار الجاد، واحترام صورة البلاد، لسحب البساط من تحت أقدام المتربصين بالمملكة، ومواصلة العمل من الداخل من أجل انفراج كريم ومزيد من الحقوق والحريات، دون نسيان الواجبات، ولكن لا يمكن أن تقول إن يدك ممدودة في نفس الوقت الذي تسب فيه اليد المقابلة.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير