HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة
تصفحوا العدد 329 من جريدة حقائق جهوية الكترونيا pdf




الأكثر تصفحا


غياب التثمين يهدد بإعدام الذاكرة المعمارية لأسفي


فؤاد غفران
الجمعة 22 ديسمبر 2023




يبدو أن الوضعية الهشة والمزرية لمكونات الثرات المعماري لأسفي، و من خلال الحالة المزرية لمعالمه الظاهرة للعيان، كانت ولاتزال لا محل لها ضمن برامج وجداول أعمال الجهات المعنية بإنقاذ والحفاظ على هذه المآثر ذات القيمة التاريخية، الجمالية و التنموية كذلك، لولا إن حضيت بالتدبير والإدارة التي من شانها إبراز هذه القيمة ولما لا توفير رافد تنموي إضافي للاقتصاد المحلي من خلال تعزيز العرض السياحي عبر تقديمها كمنتوج قابل للتسويق كما هو الحال في مناطق اخرى ليست ببعيدة عن المنطقة، عوض الاكتفاء بالتفرج على مأساة المكونات التراثية للثقافة المادية المحلية التي اضحت تتلاشى الواحدة تلو الأخرى باختلاف وظائفها التاريخية التي تراوحت بين التجارية، الادارية، العسكرية والخدمية، تحت وطأة الاهمال وقوى الطبيعة وأعمال النهب والتخريب والسرقة لمحتوياتها التي لاتقدر بثمن. في هذا السياق سييتناول هذا المقال حالة من ابرز حالات اهمال التراث المادي في منطقة اسفي وهي القلعة البرتغالية او ما يصطلح عليها محليا "قصر البحر" التي تآكل منها ما يقارب نصف مكوناتها بفعل التقادم وتظافر قوى الطبيعة من رطوبة وامواج البحر هذه التي تهدد بانهيار المعلمة في اي لحظة بفعل التجاويف العميقة التي كونتها جراء اصطدامها المتكرر بقاعدتها الجرفية متسببة في شقوق كبيرة على مستوى الجدران الحجرية، بالموازاة مع غياب تام لأي تدخل إنقاذي يتغيا الحد من تاثير التعرية الشديدة لهذه الأمواج، صيانة مرافقها والحفاظ عليهان وهي المعلمة التي لعبت اضافة الى وظيفتها الأساسية العسكرية حيث كانت حامية لجيش البرتغال دور وكالة تجارية، ومخزن حبوب، وسجن بعد تأسيسها سنة 1508 للميلاد، والتي كانت منطلقا لهجومات البرتغاليين على مدينة اسفي ومنطقة عبدة، وجدير بالذكر ان عددا من الدراسات الاكاديمية الميدانية قد اقترحت حلولا عملية لحماية المعلمة منذ مطلع الالفية وقبل انهيار احد ابراجها سنة 2010، تجلت عموما في ملء التجاويف المحدثة بفعل الامواج ووضع مصدات خرسانية في مقدمة الاجراف تقيها من الضربات المباشرة للامواج، اضافة الى ذلك مافتئت هيئات المجتمع المدني المهتمة بالتراث المحلي توجه صرخات استغاتة لانقاذ هذه المعلمة التي يبدو ان الأطراف المعنية محليا ومركزيا بالتدخل من اجل حمايتها على اعتبارها تراثا محليا ووطنيا كذلك كيف لا ومدينة اسفي كانت في وقت ما عاصمة ديبلوماسية للمغرب ومقرا لسكن الامير العلوي محمد بن عبد الله الذي وخلال اقامته هاته فيها انتابته فكرة بناء ثغر ساحلي جديد، كان هو مدينة الصويرة، لها أولويات أخرى-الاطراف المعنية-، او ربما ليست لها اولويات أصلا لتترك هذه المعلمة تواجه مصيرها المحتوم في صمت قاتل.

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير