هل المقاربة الأمنية بلسم ناجع لحل مشاكل البطالة بابن جرير ومنطقة الرحامنة؟

غريب جدا مايحدث في مدينة ابن جرير الفوسفاطية من انتهاكات لحقوق الإنسان في صفوف شباب المدينة المعطلين عن العمل والحاملين للشهادات والسواعد، فالمعاناة أكثر قسوة على القلوب وأكثر تأثير على الأدمغة، والمسؤولون يتعاملون مع هذه الشريحة من شباب منطقة الرحامنة بنوع من الجفاء وكأنهم ليسوا من دم ولحم وخلاياباحاسيس ومعنويات، فالواقع المعاش يشير إلى أن الموقف يزداد تعقيدا وخطورة ما دامت هناك أزمة بطالة مستفحلة تنغر منطقة الرحامنة عموما ويسايرها الوضع المتأزم بسبب فشل المسؤولين في احتواء هذا الوضع، والزلات والمنزلقات في مجال التشغيل بهذا القطاع بالنسبة لأبناء المنطقة تبعا للقانون المنجمي الذي يمنح أولوية التشغيل لأبناء المنطقة الفوسفاطية، ويظل شباب المدينة يتحسر ويجتر ذيول الخيبة بعد أن راودته الأماني في يوم من الأيام بحصول فرصة عمل بهذا "الفلوس-فاط "قد تنقد الأسرة من براثن الفقر المدقع، لكن لم ينال هؤلاء الشباب الحاملين للشهادات وغيرهم من الثروة الفوسفاطية التي تزخر به منطقة الرحامنة سوى الأمراض والحركة والتهميش والاعتقالات المتابعات القضائية لا لذنب ارتكبوه سوى تشبتهم بمطلبهم في الشغل القار من خلال وقفات احتجاجية سلمية أمام مقر عمالة إقليم الرحامنة وإدارة فوسفاط ابن جرير، ولم يتدارك أهل الحل والعقد وصناع القرار عندناعودةالامورالى نصابها وذلك بتفعيلهم القانون المنجمي واقتراب المسؤولين من الشباب حاملي الشهادات المعطلين بفتح حوار جدي معهم،وليس من الضروري تلفيق التهم الواهية لهؤلاء الشباب كما هو الحال بالنسبة للشاب المجاز المعطل "عزيز الدحاني"المعتقل منذ15 مارس الجاري بتهمة إهانة موظف على إثر وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر عمالة إقليم الرحامنة إلى جانب مجموعة من الشباب مطالبين بالشغل واللائحة طويلة، وأن معالجة مشكل البطالة الذي يتخبط فيه شباب مدينة ابن جرير المنجمية ومنطقة الرحامنة عموما لا يمكن أن يتم برد الأفعال غير المحسومة تجاه احتجاجات يومية أمام مقر عمالة إقليم الرحامنة أو في الشارع العام، وإنما عبر حلول واضحة الأهداف، ونتيجة تعطل لغة الحوار الهادف والمسؤول مع المعطلين الحاملين للشهادات، تحل لغة "الهراوة "لامتصاص سخط المعطلين وغضب المحتجين لتتعطل مع ذلك قدرات هذا الوطن