HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

تنسيقيات البام المترامية


يوسف صبري
الخميس 30 ديسمبر 2010




تنسيقيات البام المترامية
تعمل اليوم الأصالة والمعاصرة على محاصرة الإقليم ويبدأ تصرفها انطلاقا من الأحياء عبر مجموعة من التنسيقيات والمنسقين الذين تأهبوا بكل ما يمتلكون من الإقناع والوجاهة الاحياوية إن شئنا ،ومعلوم أن مثل هذا التدبير مستورد من أم الوزارات ويقتضي أن تقوم تلك التنسيقيات بمراقبة الحي عن بكرة أبيه ،وهو تدبير ليس وقائيا بالقدر الذي يمكن تسميته بالقمر الصناعي الأرضي لمراقبة البشر والشجر والحجر داخل الإقليم مما يفند نظريات عدة تعتزم أخد المبادرة في الانتخابات القادمة .

إذا نعتقد أن إيمان الغير بحركية السياسة وتعددية أقطابها قد ولى داخل دولة الرحامنة ،ذلك انه بعيد الانتخابات التشريعية ستكون الأصالة بفعلها قد وفرت سبل الانقضاض الاكتر تاريخا نية على مر التجارب السابقة ،وهنا لا بد وان نستحضر أمجاد هذه الدولة المريضة الضريرة التي جربت فيها نفس المقاسات الانتخابية ونفس العيوط السياسية ،لكن نؤمن بان الإمكانيات المتاحة ألان وأبجديات العمل السياسي أكثر تطرفا في الاتجاه الذي سيخدم القائمين على سياسة هذا المولود الجديد بإقليم الراحة –يا منة .

اعتقد أن الوقت قد حان بعد ظهور التنسيقيات الى خروج كتاب أو كتيب ،كالذي يحمله القذافي ويسميه الكتاب الأخضر، مع أن التجارب العالمية ملأت الدنيا كتبا بدا من الكتاب الأحمر وغيرها، فهنيئا لمن سيفكر ويتدبرمنتوجا فنيا أو لما لا كتاب الى الملا من بني رحمون يتلو على الناس فيه سبل الخير ويعرفهم بشرعتهم الجديدة والحقيقة تقال أن جمهور هذه الدولة بات مستعدا للتدين السياسي من جديد ،فطوبى للمتدينين الشرفاء .

سيحدث هنا من الأمور ما لم يره احد، ستنطق الأشجار والاحجا ر وستغرد الطيور المنتشية بأصالتها وكذلك سيصفر الرعاة في الخلاء على أنغام الجرار ،ولو أن هذه السنة ستفقد الجرار بعضا من أصداءه، فالسنة الفلاحية تبدو أنها ليست كما يجب والقرويون هنا لا يفهمون ذلك مما سيرفع القواعد بالسؤال الآني والمؤجل في كل العصور من سيطعم الماشية؟ ومن سيحفر الآبار؟ وأين الماء والكلأ؟البدويون لا يملكون فهما للمكان والزمان والموضوع على حد تعبير ليفي ستراوس في كتاب -للسياسة بالسياسة- للاستاد الكبير محمد سبيلا .

على كل سننتظر كل ألوان الطيف ومرورها الاختياري بين شقوق السماء وفوق أسقف المباني وسنسمع كلام الحكماء الجدد على دولة الرحامنة منهم البناءون وباعة مواد التنظيف والحلاقون والأجراء الحالمون بالحكم واللطف ،ستنقر أداننا نقرا خسيسا وستذوب مشاعرنا كما يذوب الخمر على وجه السكير حين بروز النشوة على شفاهه فيقول ما لا يسمع ولا يمكن أن يستسيغه الجمهور ،المنسقون الجدد والسياسيون الجدد والمزمجرون والحاطبون بحبل من مسد أو بدونه سيصبح عليهم الحال، عند سؤال الشعوب البدائية بالقرى كذهنية سابقة على المنطق.

الرحامنة اعتمدت على عطف السماء ولربما أكون على يقين أن الجرارت لم تبرح أماكنها هذا العام وبات التطير هو الواجهة الممكنة لطرح غموض الفلاحين اتجاه مصائرهم المعقدة والمرتبطة بالمطر مباشرة حين القحط وجوع الماشية وندرة الماء وجفاف الآبار .

كان مجديا ترك الأحزاب والكيانات التقليدية بدولة الرحامنة تحاول المنافسة وتقتسم الصبر لان متواليات الزمن تخدش كرامة اعتى الشعوب ،من حق المنتشين بالنصر دائما التعبير عن كبريائهم وعدم الانسياق وراء هفوات الصغار ولكن دور كالذي ذكرت يمكن أن يرحم الغالبون حين ردة فعل النصر –الخسارة –لان من سره زمن ساءته أزمان .

على كل دعونا ننتظر حتى يلقوا كل ما لديهم من البركات والعجائب فلننظر أنهتدي أم نكون من الذين لا يهتدون، في السياسة أقول لا في غيرها ،سنظل منكمشين كما تفعل سائر المخلوقات الدقيقة التي لا تملك الجاه والقوة لمضاجعة الماكرين الأشاوس الخرائين ،ولو أن هذا السلوك غير مجدي لأنه سيعصف بأجيال و بفتوة رجال سيصبحون من الماضي الحزين وفي انتظار كل ذلك وفي انتظار أن يخبو نفسنا تحت التراب، فان أمما من الرجال المخادعين ستبرز مراكمة المال والجاه وسيراكم في ألان ذاته مثلي وكل المنتظرين الفقر والعفن السياسي نتيجة سكونهم وغباوتهم وسيكون الخروج من هذه الدولة بالصعوبة نفسها التي لاقها جند جالوت لان الجميع آنذاك سيكون اشترك في الذنب الكبير(الصمت ).

اذا لنمضي كاشفين على أوجهنا معتدلين كالعروش حاملين لأقلامنا الواخزة كالإبر مداعبين ما ألهمنا الله من المدارك لا غطين ساخطين منتصبين كالثوار في كل مكان باقون كشجر السنديان بعمق حبنا للوطن أو لدولة الرحامنة غير ظاهرين حتى ينصف الناس .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير