HakaikPress - حقائق بريس - جريدة الكترونية مستقلة

عودة الحزب السري ...!


بقلم : عبد القادر العفسي
الخميس 9 يونيو 2022




عودة الحزب السري ...!


يُمكن الجزم أنّ جماعة العرائش كانت دوما مند الاستقلال مختبرا لبعض التجارب الحكماتية الترابية الفريدة ، و لعل أبرز هذه التجارب هي تجربة " الحزب السري " الذي كان يخترق كل المؤسسات و كل الأحزاب و الهيئات لتشكيل منظومة من التحكم و الفساد و الضغط و الابتزاز باستعمال كل الوسائل الشرعية و الغير الشرعية و السرية أو العلانية .. خدمة لأعضاء هذا الحزب و مصالحهم الشخصية بعيدا عن الصالح العام للدولة ، حتى جاء عهد جلالة الملك محمد السادس دامت له العزة الذي دشن حُكمه بإنهاء هذه الأسطورة و هذه السطوة التي تسيء إلى الدولة و مؤسساتها حيث تتجاوز القانون و تحاول استغلال كل مداخيل لتحقيق مصالحها ، كما عمل جلالته على ربط عمل الدولة ككل بمفهوم المؤسسات المسؤولة و القانون حتى اضمحل تأثير هذا الحزب ، حسب ظننا !

و لعل مثنى هذا الحديث هو ما يُعاينُهُ الجميع بمدينة العرائش من عودة قوية لتدبير " الحزب السري " و بقوة للتحكم في كل مفاصل الحياة العامة داخل العرائش ، و استطاع هذا " الحزب السري " حسب تعبير السي "محمد اليازغي " أطال الله في عُمره ، بقيادة (أي الحزب السري ) كاتبه المحلي جَمع شمل أصحاب الريع الرملي مع أصحاب النضال الثوري و أصحاب الجهاد العالمي مع أصحاب الحقوق المِثلية على طاولة واحدة .

طاولة أكل الكتف و تقطيع مناطق النفوذ و تقسيم غلال الفساد ...مُهددين كل من يقف في طريقهم و محاولين الضغط و تسخير مؤسسات حماية القانون ، و التي لازالت تُقاوم هذا التمدد و ترفض أن تكون طوع أرادة هذا الحزب الذي تناسى أنّ " العدل أساس المُلك " و أنّ أمن البلاد هو من أمن العباد .

إنّ هذا " الحزب السري " أكّد من خلال توليفة أعضائه أنهُ لا يهم أن تكون انفصالي أو متطرف ديني ، مِثلي أو غانية ... المهم عنده هو مسح الأكتاف و الانخراط في الدينامكية النضالية لحلب العرائش و الضغط على الضرع حتى اقترب أن يخرج الدم عِوَض اللبن .

أيها السادة ، يا سادتي
البقرة ناحت و ناخت و طاحت ...
فاسكنوا سكاكينكم ، و ردوا سيوفكم إلى أغمادها
فأنتم لا تذبحوها كي تأكلوها، بل خنقتموها غدرا ..
آه ، نسيتُ أنكم تستحلون الجيفة يا أبناء العهر ..

فلا تحملوا أحد أكثر من طاقته " فالحزب السري " أقوى من الجميع ، أقوى من اليمين أو اليسار و أقوى من الأغلبية أو المعارضة و أقوى من الرئيس و المرؤوس ..و إلى انتخابات أخرى .. ناموا ولا تستيقظوا فما فاز إلاّ النوام ، على رأي الشاعر .

         Partager Partager

تعليق جديد
Twitter

شروط نشر التعليقات بموقع حقائق بريس : مرفوض كليا الإساءة للكاتب أو الصحافي أو للأشخاص أو المؤسسات أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم وكل ما يدخل في سياقها

مقالات ذات صلة
< >

أخبار | رياضة | ثقافة | حوارات | تحقيقات | آراء | خدمات | افتتاحية | فيديو | اقتصاد | منوعات | الفضاء المفتوح | بيانات | الإدارة و التحرير